موسوعة المحكمه الاداريه العليا

في الدعوى رقم9087لسنة 56ق

بسم الله الرحمن الرحيم

باسم الشعب

مجلس الدولة

محكمة القضاء الإداري

الدائرة الخامسة” عقود إدارية وتعويضات

بالجلسة المنعقدة  علنا في يوم الثلاثاء الموافق  14/11/2006

برئاســـة السيــــد الأستـــاذ المُستشار / أحــــمــــــد مـــــــــرسى حــــلمـــي                 رئيـــــس المحكمــــــــــة

وعضويــــــــة السيد الأستاذ المُستشار / مـــتـــولـــي محـــمـــد الـــشرانـــي                 نائب رئيس مجلس الدولة

وعضويــــــــة السيد الأستاذ المُستشار / صــــبـــحـــي عـــلـــي الـــســــيــد                  نائب رئيس مجلس الدولة

وحضــــــور السيد الأستــــاذ المُستشار / مـــعــــتــــز أحـــــمد نـــــصــــــر                 مفــــــوض الدولـــــــــــة

وسكرتارية السيد                           / رأفـــت إبــــراهـــيــم مـــحـــمـــد                  أمــــــيــــــن الــــــــســـر

أصدرت الحكم الأتي

في الدعوى رقم9087لسنة 56ق

المقامــــة مـــن

ماجدة محمد محمد إبراهيم

بصفتها زوجة المُعتقل السياسي محمود محمد رمزي

ضــــــد

وزير الداخلية…….بصفته

الوقائـــع

أقامت المُدعية دعواها الماثلة بعريضة أودعت قلم كُتاب هذه المحكمة بتاريخ 21/3/2002 طالبة في ختامها الحُكم بإلزام وزارة الداخلية بأن تؤدي لها تعويضًا ماليًا عن كافة الأضرار المادية والأدبية التي أصابتها من اعتقال زوجها، مع إلزامها المصروفات.

وقالت شرحًا لدعواها أنه بناءً على قرار من المُدعي عليه بصفته اعتـُقل زوجها وأودع السجن دون أن يكون من المُشتبه فيهم أو الخطرين على الأمن العام، وظل على هذه الحالة اعتبارًا من 28/7/1994، حتى تاريخ إقامة هذه الدعوى، ولقد صدر هذا القرار على غير سبب يبرره ومُخالفًا للقانون ومشوبًا بعيب إساءة استعمال السُلطة، وأنه ترتب على استمرار اعتقاله أن أصيبت بأضرار أدبية تمثلت في حرمانها منه خلال تلك الفترة والمساس بسُمعتها، بالإضافة إلى الأضرار المادية على النحو الوارد تفصيلاً بصحيفة دعواها.

وأضافت المُدعية أنها قبل إقامتها لهذه الدعوى لجأت إلى لجنة التوفيق في المُنازعات بوزارة الداخلية حيث قـُيد طلبها برقم 12739 لسنة 2001، وقد انتهت تلك اللجنة إلى توصية لم تلق قبولاً لديها.

وخلصت المُدعية إلى الحُكم لها بطلباتها سالفة البيان.

وإبان تحضير الدعوى قدم الحاضر عن المُدعية حافظة طويت على شهادة باعتقال زوجها وما يُفيد قيامها باللجوء إلى لجنة التوفيق في المُنازعات بوزارة الداخلية.

كما قدم الحاضر عن هيئة قضايا  الدولة حافظة طويت على أربعة مُستندات

ثم أودعت هيئة مفوضي الدولة تقريرًا برأيها القانوني في الدعوى ارتأت في ختامه الحُكم أصلياً : بعدم قبول الدعوى واحتياطياً بقبولها شكلاً وفي الموضوع بإلزام المُدعى عليه بصفته بأن يؤدي للمُدعية التعويض الذي تقدره المحكمة جبرًا للأضرار المادية والأدبية التي أصابتها من اعتقال زوجها مع إلزام الجهة الإدارية المصروفات.

قد تدوولت الدعوى بجلسات المحكمة على النحو الثابت بالمحاضر حيث قدم الحاضر عن المُدعية ملف الطلب الذي عُرض على لجنة التوفيق في المُنازعات،

وبجلسة 17/10/2006 قررت المحكمة إصدار الحُكم في الدعوى بجلسة اليوم حيث صدر بها وأودعت مسودته المُشتملة على أسبابه عند النـُطق به.

– المحكمة –

بعد الإطلاع على الأوراق وسماع الإيضاحات وبعد المداولة قانونًا.

 

تابع الحُكم في الدعوى رقم9087لسنة 56ق

ومن حيثُ إن المُدعية تهدف من دعواها إلى الحُكم بقبولها شكلاً وفي الموضوع بإلزام وزارة الداخلية مُمثلة في المُدعى عليه بصفته بأن يؤدي لها تعويض تقدره المحكمة عن الأضرار المادية والأدبية التي ألمت بها من جراء اعتقال زوجها اعتبارًا من 28/7/1994 وحتى 21/3/2002 تاريخ إقامة هذه الدعوى مع إلزامها المصروفات.

ومن حيثُ إن الدعوى استوفت أوضاعها الشكلية.

ومن حيثُ إنه عن موضوع الدعوى: فإن مناط مسئولية الإدارة عن القرارات الإدارية الصادرة منها هو وجود خطأ من جانبها بأن يكون قد صدر منها قرار إداري غير مشروع أي معيب بعيب أو أكثر من العيوب التي وردت في قانون مجلس الدولة، وأن يحيق بصاحب الشأن ضرر مُباشر وأن تقوم علاقة السببية بين الخطأ والضرر.

ومن حيثُ إنه عن رُكن الخطأ: فإنه متى أعلنت حالة الطوارئ، وظلت سارية فإنه يُمكن صدور قرار باعتقال من يتوافر بشأنه إحدى الحالات التي تجعله من المُشتبه فيهم أو الخطرين على الأمن العام، وكذا بإصدار أوامر بالقبض، والحد من حُرية الأشخاص في الانتقال أو الإقامة أو الاجتماع، وكل ذلك نفاذًا لأحكام قانون الطوارئ رقم 162 لسنة 1958، وقرار رئيس الجمهورية رقم 560 لسنة 1981.

ومن حيثُ إن الأشخاص الخطرين على النظام والأمن العام يجب أن يتوافر في حق كل منهم خطورة خاصة تستقي من وقائع حقيقية مُـنتجة في الدلالة على توافر تلك الخطورة ذلك أن نظام الطوارئ هو أصل مشروعيته نظام استئنافي يستهدف غايات مُحددة وليس له ما يولد سُلطات مُطلقة أو مكنات بغير حدود ولا مناص من الالتزام بضوابطه والتقييد بموجباته ولا سبيل إلى التوسع في سلطاته الاستثنائية فهو محض نظام خاضع للدستور القانوني، وفيما عدا من توافرت في حقهم حالة من الاشتباه أو قامت بهم خطورة خاصة على الأمن والنظام العام فلا يجوز إعماله. في هذا المعنى حكم المحكمة الإدارية العُليا في الطعن رقم 1260، 1435 لسنة 28ق بجلسة 12/3/1985.

ومن حيثُ إن الثابت من الأوراق أن زوج المُدعية لم يرتكب واقعة مُنتجة في الدلالة على أنه توافرت به خطورة خاصة على الأمن العام والنظام أو مُـنتجة توافر حالة اشتباه حقيقية الأمر الذي يكون معه قرار اعتقاله وتجديده قد قام على سبب لا يبرره ومُـخالف للقانون، وهو ما يتوافر به رُكن الخطأ خاصة وأن الجهة الإدارية ساقت أسبابًا مُرسلة لاعتقاله والحد من حُريته طوال المشار إليها.

ومن حيثُ إنه عن رُكن الضرر فهو مُتوافر لما استقر عليه قضاء هذه المحكمة من أن اعتقال نجل المُدعية ينزل بها أضرارًا تـُـنتج عن آلام نفسية تصيبها من رؤيتها له خلف القضبان، وحرمانها منه بغير مُـقتضى، والمساس لسُمعتها هي نتيجة لذلك، بالإضافة إلى الأضرار المادية التي تتكبدها حال زياراتها المُـتعددة له، وهو ما تـُقدر المحكمة جملة تعويضها بنوعيها المادي والأدبي بمبلغ عشرة آلاف جنيه عن مُدة اعتقاله من 28/7/1994 حتى 28/7/1999 بعد ما توافرت علاقة السببية بين الخطأ والضرر.

ومن حيثُ إن من يخسر الدعوى يلزم مصروفاتها عملاً بحُكم المادة (184) مرافعات.

فلهذه الأسباب

حكمت المحكمة : بقبول الدعوى شكلاً وفي الموضوع بإلزام وزارة الداخلية بأن تؤدي للمُدعية تعويضاَ مقداره عشرة آلاف جنيه وألزمت الجهة الإدارية  المصروفات .

 

سكرتير المحكمة                                                                  رئيس المحكمة

 

 

 

 

 

 

ناسخ : حنفي محمود

روجع/

 

 

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى