موسوعة المحكمه الاداريه العليا

فى الطعن رقم 4354  لسنة 41 ق . عليا

بسم الله الرحمن الرحيم

باسم الشعب

مجلس الدولة

المحكمة الإدارية العليا

*************

 

بالجلسة المنعقدة علناً في يوم السبت الموافق 19/4/2003

برئاسة السيد الأستاذ المستشار الدكتور / عبد الرحمن عثمان أحمد عزوز

                                                        رئيس مجلس الدولة ورئيس المحكمة 

 

وعضوية السادة الأساتذة المستشارين / على فكرى حسن صالح  ويحيى خضرى نوبى محمد  و د. محمد ماجد محمود أحمد و أحمد عبد الحميد حسن عبود .

    نواب رئيس مجلس الدولة

 

وحضور السيد الأستاذ المستشار / حتة محمود حتة                 

                                                                              مفوض الدولة

وبحضور السيد / كمال نجيب مرسيس                                 سكرتير المحكمة

 

**************************

أصدرت الحكم الآتى

فى الطعن رقم 4354  لسنة 41 ق . عليا

المقـــام من

شركة الإسكندرية للتوكيلات الملاحية ” توكيل ممفيس للملاحة “

ضــــــــــــــد

  • وزير المالية ” بصفته الرئيس الأعلى لمصلحة الجمارك “
  • مدير عام مصلحة الجمارك
  • مدير إدارة المانيفستو المركزى
  • مدير الجمرك بجمارك المانيفستو

 

 

فى الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية

فى الدعوى رقم 1153 لسنة 44 ق بجلسة 29/5/1995

******************

 

 

 

 

 

الإجـــــــراءات :

*************

       فى يوم الأربعاء الموافق 26/7/1995  أودع الأستاذ / سيد عبد الحميد علام  المحامى نائبا عن الأستاذ / مفيد الديب المحامى بصفته وكيلا عن شركة التوكيلات الملاحية ” توكيل ممفيس للملاحة ”  قلم كتاب المحكمة الإدارية العليا تقرير طعن – قيد بجدولها العام برقم 4354 لسنة 41 القضائية عليا – فى الحكم الصـــــــــــادر من محكمة القضـــــاء الإدارى بالإسكندرية فى الدعـــوى رقم 1153 لسنة 44 ق. بجلســــة 29/5/1995والقاضى فى منطوقه ” بقبول الدعوى شكلا وبرفضها موضوعا وإلزام الشركة المدعية المصروفات “.

 

وطلبت الشركة الطاعنة – للأسباب الواردة بتقرير الطعن – الحكم بقبول الطعن شكلا وفى الموضوع بإلغاء الحكم المطعون فيه والقضاء مجدداً : أصليا : بإلغاء قرار مدير عام الجمارك برفض التظلم , وإلغاء قرار الغرامة الجمركى محل الطعن مع إلزام الجهة الإدارية المصروفات , ومقابل أتعاب المحاماة عن درجتى التقاضى ، واحتياطيا : بإعادة الدعوى إلى محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية للفصل فى موضوعها – بدائرة أخرى – بإلغاء القرار الإدارى المطعون فيه وقرار رفض التظلم منه مع إلزام جهة الإدارة بالمصروفات .

 

وجرى إعلان تقرير الطعن على النحو الثابت بالأوراق .

 

وقدمت هيئة مفوضى الدولة تقريراً مسبباً بالرأى القانونى فى الطعن ارتأت فيه الحكم بقبول الطعن شكلاً وفى الموضوع بإلغاء الحكم المطعون فيه بإلغاء قرار مدير عام جمرك الإسكندرية المطعون فيه مع ما يترتب على ذلك من آثار وإلزام الجهة الإدارية المصروفات .

 

وعين لنظر الطعن أمــــام دائرة فحص الطعون جلســــة 4/11/2002 وبجلســـــة 2/12/2002 قررت الدائرة إحـــالة الطعن  إلى المحكمــــة الإداريـــة العليا ( دائـرة الموضــــوع ) لنظره بجلســـة 1/2/2003 , ونظرت المحكمة الطعن على النحــو المبين بمحضر هذه الجلسة , وبذات الجلســـة  قررت إصدار الحكــــم بجلســة 19/4/2003 مع التصريح بتقديم مذكرات لمن يشاء من الخصوم خلال شهر , وبجلسة اليوم صدر هذا الحكم وأودعت مسودته المشتملة على أسبابه لدى النطق به .

المحكمـــــــــــــــــــة

*************

 

بعد الاطلاع على الأوراق وسماع الإيضاحات وبعد المداولة .

 

من حيث إن الطعن قد استوفى أوضاعه الشكلية .

 

ومن حيث إن عناصر هذه المنازعة تخلص – حسبما يبن من الأوراق – فى أن الشركة الطاعنة كانت قد أقامت الدعوى رقم 1153 لسنة 44 ق أمام محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية طالبة الحكم بإلغاء قرار مصلحة الجمارك رقم 393 لسنة 1989 بفرض غرامة عليها مقدارها101624.500  جنيها استنادا إلى وجود عجز فى شحنة السفينة القاهرة  عند وصولها إلى ميناء الإسكندرية فى 15/7/1988, وذلك تأسيسا على عدم قيام القرار المطعون فيه على سببه ورفضه التظلم منه .

 

وبجلسة  29/5/1995أ صدرت المحكمة حكمها المطعون فيه , تأسيسا على أن الشركة المدعية لم تنفى وجود عجز فى شحنة الباخرة المشار إليها , كما لم تقدم للمحكمة أية مستندات تبرر هذا العجز , ومن ثم يحق لمصلحة الجمارك فرض غرامة عليها , وإذ صدر القرار المطعون فيه بتغريم الشركة المبلغ المشار إليه فإن هذا القرار يعد مطابقا لأحكام القانون , الأمر الذى يجعل طلب الشركة المدعية إلغاء هذا القرار فى غير محله , مما يتعين معه القضاء برفضه .

 

ومن حيث إن مبنى الطعن الماثل أن مصلحة الجمارك مكلفة قانونا بإثبات حصول النقص المدعى به طبقا لقانون الإثبات , وأنها لم تقدم الأوراق التى اعتمدت عليها فى إثبات هذا النقص , وإن مؤدى العمل بالقضاء المطعون فيه إعفاء المصلحة من عبء الإثبات الذى يقع عليها ابتداء , فضلا عن أن الحكم المطعون فيه قد أخطأ فى تطبيق القانون وشابه القصور فى التسبيب , إذ لم يبين ما إذا كانت الغرامة قدرت تقديرا صحيحا وفقا للمادة (117) من قانون الجمارك أم لا , كما لم يثبت من الأوراق مقدار الرسوم التى قدر على أساسها مبلغ الغرامة حتى يتسنى للمحكمة مراقبة صحة تطبيق القانون وصحة قيمة الغرامة , كذلك فإن القرار الصادر بتغريم الشركة الطاعنة قد بين الأسباب التى بنى عليها , وهى أسباب قاصرة عن بيان العناصر التى يجب أن يقوم عليها , فهو لم يبين نوع البضــاعة و لا جنسها ولا ثمنها ولا نص قانــــون التعريفة الجمركية الذى اختاره , بما لا يمكن معه للمحكمة مراقبة أركانــه الواقعية والقانونية , الأمـــر الذى يبطله , والمحكمة من بعد لا تملك بدورها أن تقضى بما ليس عليه دليل .

 

 

ومن حيث إن المادة (37) من قانون الجمارك رقم 66 لسنة 1963 قد نظمت مسئولية ربابنة السفن أو من يمثلونهم عن النقص فى عدد الطرود أو محتوياتها أو فى مقدار البضاعة المنفرطة إلى حين تسليم البضاعة فى المخـــــــــازن الجمركيـــــة أو فى المستودعات بمعرفة أصحاب الشأن , وأوجبت المادة (38) على الربابنة إيضاح أسباب النقص مؤيدا بمستندات جدية , كما تضمنت المادة (117) فرض غرامة فى حالة النقص أو الزيادة غير المبررة , ونصت المادة (119) على أن يكون فرض الغرامة من مدير الجمرك المختص ويجب أداؤها خلال خمسة عشر يوما من تاريخ إعلان المخالف بقرار فرض الغرامة بخطاب مسجل بعلم الوصول ما لم يتم التظلم منه بكتاب إلى المدير العام للجمارك خلال الخمسة عشر يوما المذكورة , وللمدير العام أن يؤيد الغرامة أو يعدلها أو يلغيها , ويجوز الطعن فى قرار المدير العام للجمارك خلال خمسة عشر يوما من إعلانها بخطاب موصى عليه بعلم الوصول وذلك أمام المحكمة المختصة , ويكون حكم المحكمة نهائيا وغير قابل للطعن فيه .

 

ومن حيث إن المحكمة الدستورية العليا قضت بجلسة 2/8/1997 فى القضية رقم 72 لسنة 18 قضائية دستورية أولا : بعدم دســـتورية ما تضمنته المواد (37) , (38) , (117) من قانون الجمارك رقم 66 لسنة 1963 من اعتبار مجرد النقص فى عدد الطرود أو محتوياتها قرينة على تهريبها مستوجبة فرض الغرامة المنصوص عليها فى المادة (117) ما لم يبرر الربان أو قائد الطائرة هذا النقص , ثانيا : بعدم دستورية ما تضمنته المادة (119) من ذلك القانون من تخويل مدير الجمارك الاختصاص بفرض الغرامة المشار إليها , ثالثا : بسقوط الأحكام الأخرى التى تضمنتها النصوص المطعون عليها والتى ترتبط بأجزائها المحكوم بعدم دستوريتها ارتباطا لا يقبل التجزئة .

 

ومن حيث إن موضوع الدعوى الصادر فيها الحكم المطعون فيه , هو طلب الشركة الطاعنة إلغاء قرار مدير عام الجمارك برفض التظلم المقدم منها فى القرار الصادر من مدير عام جمارك الإسكندرية بفرض غرامة مالية مقدارها 101624.500جنيها لوجود نقص فى شحنة السفينة القاهرة عند وصــولها إلى ميناء الإسكندرية , وذلك وفقا لأحكام المواد (37) , (38) , (117) من قانون الجمارك , والتى قضى بعدم دستورية ما تضمنته تلك المواد من اعتبار مجرد النقص فى عدد الطرود المفرغة أو محتوياتها عما أدرج فى قائمة الشحن قرينة على تهريبها تستوجب فرض الغرامة المنصوص عليها فى المادة (117) ما لم يبرر الربان أو قائد الطائرة هذا النقص .

 

ومن حيث إن الحكم بعدم دستورية ما تضمنته المادة (119) من قانون الجمارك من تخويل مدير الجمــــارك الاختصاص بفرض الغرامــــة المنصوص عليها فى المــادة (117) قام على أساس أن فى ذلك تعديا على الحدود التى تفصل بين ولاية كل من السلطتين التشريعية والقضائية , الأمـر الذى تتــوافر معه إحـــدى حالات الانعــــدام التى

 

 

تصيب القرار الإدارى , وهى حالة غصب السلطة , مما يتعين معه الحكم بإلغاء القرار المطعون فيه وما يترتب على ذلك من آثار .

 

ومن حيث إن الحكم المطعون فيه وقد صدر قبل حكم المحكمة الدستورية العليا المشار إليه سلفاً والذى كشف عـــن العوار الذى شاب النص وما لحقه من عـــدم دستورية , ذهب غير هذا المذهب وانتهى إلى نتيجة مغـايرة , فإنه يضحى من المتعين القضاء بإلغائه .

 

ومن حيث إن من خسر الطعن يلزم بمصروفاته عملا بحكم المادة 184 من قانون المرافعات .

 

” فلهـــــــذه الأســـــــــباب “

 

***********

حكمت المحكمة :

 

        بقبول الطعن شكلا , وفى الموضوع بإلغاء الحكم المطعون فيه , القضاء مجددا بإلغاء القرار المطعون فيه وما يترتب على ذلك من آثار , وألزمت الجهة الإدارية المصروفات .

       

سكرتير المحكمــــــــة                                                 رئيس المحكمـــــــــــة

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى